Twitter Facebook Delicious Digg Stumbleupon Favorites More
أدون بعض همساتي للعابرين هنا

السبت، 13 سبتمبر 2014

سياسيو آخر الزمان



يخرج هذا الزعيم  " فقط في نظر أنصاره " وسط أهله وعشيرته .. يقف وقفة القائد  الفذ ليخطب فيهم .. يرتب قميصه الذي  انكمش  جزء منه حين هَم بالصعود للمنصة بين  من يحييه معانقا   حبا فيه أو نفاقا له " والوجهان حاضران على كل حال " وبين من يرتمي عليه فقط من أجل التقاط صورة يضعها على بروفايله في الفايسبوك ...  فهذا الزعيم ...  لا تستغربوا .... قد لا تتاح الفرصة لهم مرة ثانية !! إنها فرصة العمر !!
يصعد المنصة ...يحنحن أحن أحن  ...  يصمت الجميع منتظرين كلمات الزعيم الملهم ... فقد عودهم على خطاباتهم النارية و جرأته المستفزة لخصومه و المربكة لهم .... كعادته دوما لا يتكلم كلاما مرسلا فكلامه متفرد لم يسبقه إليه أحد ...
 "إن هذا البلد ابتلاه الله بحكومة داعشية "  هكذا نطق ... هكذا تكلم ... صدقا .. أحاول وأنا أخط هذا المقال  استيعاب كيف صور له عقله أن يقول مثل هذا الكلام ويتهم حكومة بلده الذي كان جزء منها قبل أن يغادرها حزبه بقرار متهور منه  , بأنها داعشية .. هذا اتهام خطير ...  يضيف قائلا  ''لقد بايع ذالك الرجل البغدادي'' ..... يصفق أنصاره كعادتهم بحرارة .... منهم من يبتهج فرحا , فبالنسبة لهم .... فقد  أوفى  زعيمهم على الغاية ..  و أثلج صدورهم المكتضة غيضا  ....  وهو بالنسبة لهم يقول الحقيقة كل الحقيقة  ....
ذات يوم قال بكل جرأة ولاحقا تيبن أنه كان في  كامل قواه العقلية أن ذاك الرجل - ويقصد خصمه السياسي اللذوذ -هو سبب الفيضانات في ذلك البلد وسبب التوتر والإضطرابات  في تلك البلدان ... طبعا لن تجد في كتب العلوم السياسية من فسر ذلك ولا من تحدت  عنه حتى بتلميح ... وستهد قواك العقلية عزيزي القارئ  ولن تفهم تلك العلاقة العجيبة بين الفياضانات التي حدتت في شمال القارة و الرجل الموجود هناك في بيته جنوب القارة ...... ستؤلمك مفاصل يدك  وأنت  تقلب صفحات كتب السيكولوجيا والتحليل النفسي  بحثا عما تفسر به ذلك ......  
ألم أقل لك أن كلامه  متفرد !!   ... سيدخل التاريخ فعلا .... وقد دخله !!
 دخله كأول سياسي يفسر ظاهرة طبيعية صرفة ' الفيضانات'  تفسيرا سياسيا ....
ربما نظلم كثيرا   ما نسميه اصطلاحا  "آخر الزمان" عندما ننسب إليه أحيانا عدة أمور سيئة هو بريء منها تماما, أمَا وعندما ننسب إليه  مثل هؤلاء  السياسيين فإنني في  اعتقادي نرتكب جريمة في حق "اخر الزمان" هذا ...  الذي لو قدر له  أن يتكلم لصدح بصوت عال  "شكوتكم للعلي القدير " ... "انتقوا  على الأقل ما تنسبونه إلي فقد لوثثم شرفي بهؤلاء " ...
ربما تجد في الوصف مبالغة لكنها الحقيقة... فمن يخرجون منذ فترة ممن لم أدري كيف دخلوا مضمار السياسة !!!  وصاروا يحتكرون شاشات التلفاز و صدور الجرائد والمواقع الإخبارية  ....  قد جعلوا  من أنفسهم ومن السياسة سيرة سيئة السمعة وأمرا منبوذا بشدة  ... لقد أفقدوا الشعوب الأمل في متابعة تدافع سياسي يسير بهم للتقدم والإزدهار لا ذلك الذي  يعيدهم لعصور الرجعية والإنحطاط .... فمستقبل الدول في نخبها السياسية .. إن كانت قوية اشتد عضض مؤسساتهها وإن لم يكن كذلك هانت و فسدت  ..
إن  من جعلوا السياسة شيئا مبتدلا !!.. شيئا ينفر منه الجميع ويمتعض لمتابعته ... ومن جعلوا من منابر السياسة ... منابر  لإطلاق التهم جزافا دون أن أدلة ... هكذا على عواهنها ... تصفية لحسابات شخصية و سعي لمجد ذاتي  .... أحق بالمحاسبة من كثيرين يضيق عليهم لمجرد قولهم رأيا حراً...

زكرياء بن اجعيرة

الأربعاء 10 شتنبر 2014
Share:
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أدون بعض همساتي للعابرين هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قالوا ..

وكثيرا ما يخرج الاستبداد السياسي من عباءة الفوضى الاجتماعية، وتخرج الفوضى الاجتماعية من عباءة الاستبداد السياسي، فكل من الفوضى والاستبداد يُغذِّي الآخر ويتغذى عليه. فالطغيان السياسي يؤدّي إلى ردود فعل فوضوية في المجتمع، والفوضى تسوّغ الطغيان السياسي وتجعل الناس ترضى به، خوفا على الدولة من الانهيار، وعلى المجتمع من الاندثار.

راسل المدون

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Popular Posts

Copyright © زكرياء توك | Powered by Blogger
Design by SimpleWpThemes | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com & Distributed By Protemplateslab