Twitter Facebook Delicious Digg Stumbleupon Favorites More
أدون بعض همساتي للعابرين هنا

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

حول ضرورة الوعي السياسي

         هناك تعليقان (2)

ربما يبدو لك لأول وهلة عزيزي القارئ وأنت ترمق عنوان هذا المقال بتلك النظرة السريعة الخاطفة التي نرمق بها عادة عناوين المقالات الجانبية  التي نراها في الجرائد والمواقع الإخبارية ,أن هذا المقال  وضعه سياسي يريد أن يستجدي به ودك ويحدثك عن محاسن السياسة ....وربما تقول أن من كتبه محرر مقالات لم يجد موضوعا يكتب عنه , فقرر أن يكتب عن موضوع مستهلك رغبة منه في شريحة قراء جدد يعزز بها بورصة قراءه التي تهاوت أسهمها.

لكن يسرني  أن أخبرك أنك إن كنت ممن ظنوا كذلك فأنت مخطئ فأنا لست لا من تلك الطبقة السياسية ولا من طينة كتاب تلك المقالات , أنا ببساطة شاب مثلك أخط كلمات أتمني أن  تعكس وا قعي وواقعك  أو بالأحرى واقعنا نحن, ليس رغبة مني في أن أضع بين يديك هذا المقال وأقول لك  أن ما فيه يعكس الحقيقة ويحيط بكل جوانبها, .ولكن  أملا مني في أن نتشارك أنا وأنت بعضا من جوانب هذاالموضوع  ونراه من زوايا متقاربة إن أمكن طبعا.

لا شك أن الشأن  السياسي لا يستهوي البعض وإن لم أبالغ  لا يستهوي الغالبية ,  وإن كنت من بين هؤلاء فأنصحك أن لا تكمل المقال وتتوكل على الله نحو أي وجهة أخرى. لأن في إعتقادي أن أي فرد إذا لم يكن أصلا مهتما ومقتنعا بأهمية فكرة ما قبل أن تكون موضوع نقاش فلا داعي لأن يحشر نفسه في الأمر من البداية لأنه بذلك يكون قد أضاع على نفسه فرصة إستتمار وقته في شيء آخر ربما يحبه ويستفيد منه أكثر ... لكن سأتدارك وأقول مادمت قد قرأت السطور أعلاه  فأنصحك أن لا تغادر المقال وإنتظر  حتى تقرأ هاته السطور التالية  لعلك تأخد منها ما ينفعك.

ليكن في علمك .. أن أمثال عقلية أولئك الذين لا يهتمون بالسياسة-ولا يعيرون لها بالا هم في الحقيقة أكثر المتضررين منها ليس لغباءهم فقط وعدم معرفتهم أن السياسة إن لم يمارسوها فعلى الأقل وجب أن يعوا أبجدياتها  إلى حد ما ولكن لأنهم  بعدم إنخراطهم في هذا  الشأن أو و عدم معرفتهم به يضرون مجتمعاتهم بشكل أو بآخر لأنهم بذلك لا ينتقدون ولا يعبرون عن وجهات نظرهم  وإن سألتهم سيكون الجواب حتما "فقط اتركني أعيش حياتي  ". زد على ذلك أنهم بهذا يتركون الفرص مواتية لمرتزقة المناصب الذين يعشقون هاته النوعية من الشباب بل و يسعون إلى أن يجعلو الكل على هاته الشاكلة, لأنهم -ويالفرحتهم- مع هذا النوع من العقليات سيضمنون الإلتصاق  بالكراسي لأطول مدة من الزمن و إن شاؤوا ورثوها لأبناءهم وذويهم حتى وإن كانو غير  مستحقين لإرثها وفقا لشريعة المسؤولية والكفاءة.

أنا هنا لا أدعوك لأن تنخرط في حزب سياسي ولا أن  تهتف في المحافل بإسم زعيم ما – هذا إن وجد أصلا  - لكن أنا أدعوك أن تعلم أولا ما يجري من حولك وأن تدرك أن من يحركون اللعبة السياسية يريدونك أن تبقى دائما غافلا تائها وهم في الجانب الآخر -في غالبيتهم-  يلعبون لعبتهم القذرة ويسيرون ويقتسمون الغنائم فيما بينهم قتصبح حينها مثل ذلك المقاتل الذي حارب وقاتل وجرح و في الأخير إقتسم الزعماء الغنيمة بينهم و أفهموه أن الغنيمة إستحقاقها أصلا حرام. لكن أستدرك تانية وأقول لك عفوا.....  أنت لم تقاتل ولم تحارب لأنك كنت على الهامش منذ البداية  و ربما لم تكن شاهدا عيانا حتى ..

إن من قاتل و حارب ولم ينل شيئا في التشبيه السابق الذكر لأشبة بذلك الشاب الذي يدعي أنه فاهم للسياسة و مدرك لألاعيبها و يقول غير ما مرة أنه في عمق  المشهد .. لكن للأسف هو ابعد ما يكون عن ذلك..  إنه خارج الصورة تماما .. ليس لأنه غبي أيضا لكن لأن غالبية من يقتحمون هذا الميدان  أو يزج بهم فيه  هم لا يفهمون أصلا أين هم وماذا يفعلون , بل يساق بهم إلى تلك المعمعة, وهم في الحقيقة أشبه إلى حد ما  بالنوعية غير المكثرة تماما  لكن يختلفون عنهم في شيء واحد افضع وابشع وهو أنهم  للأسف دون أي يشعروا أداة في أيدي  الأحزاب  السياسية أو من يديرونها تكسبهم  شرعية جماهيرية و شعبية ..


إن الوعي بالشأن  السياسي أضحى اليوم ضرورة ملحة في خضم ما يعيشه محيطنا الإقليمي من تحركات على إختلاف درجاتها و تجلياتها . وفي بلادنا لا ينكر أي متابع أن الربيع العربي أسهم بشكل أو بآخر في تحويل إهتمامات الشباب جزئيا نحو الشأن السياسي , لكن أعتقد وربما أكون مخطأ أنه غير كاف. فهذا الحراك الكائن اليوم  إن لم يتزامن مع وعي شبابي مسؤول ومتبصر لن تكون له نتائج إيجابية على واقعنا بل سيكون-  هذا الربيع - مجرد تحريك لمياه عكرة لمدة قصيرة و ستعود بعد حين  إلى سابق عهدها.
Share:
التعليقات
2 التعليقات

هناك تعليقان (2):

  1. الساحة السياسية الآن في فوضى إن صح التعبير، تزاحم الأراء السياسية و الأحزاب، تعدد التوجهات و الغايات ، مجلدات من القوانين و التشريعات المستجدة،يجعل حتى المقبل على البحث عن "وعي سياسي" في حالة إرتباك، المؤدي بالتالي للنفور،الإشكال الأكبر أن حتى من يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين، و الذي من المفروض أنهم يقربون و يوضحون الصورة ، لا يزيدونها إلى تعقيدا مما هي عليه، غياب الوعي السياسي لدى الشباب قد يكون نتيجة الخوف من الدخول لدوامة ضبابية لا أول لها و لا آخر، و بالرغم من عدم إضطلاعي بالمجال هذا رأيي المتواضع، مع كامل تقديري لمقالاتك.

    ردحذف
  2. إدراك البعض وأنتي مههم أن هناك فوضى سياسية ينم على وصول فهمك لدرجة وعي مهمة لكن الإشكالية من لا يدركون ما يقع أصلا بسبب عدم مبالاتهم بالموضوع من أساسه .... وتحية لك على مشاركته ووجهة نظرك المحترمة جدا

    ردحذف

أدون بعض همساتي للعابرين هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قالوا ..

وكثيرا ما يخرج الاستبداد السياسي من عباءة الفوضى الاجتماعية، وتخرج الفوضى الاجتماعية من عباءة الاستبداد السياسي، فكل من الفوضى والاستبداد يُغذِّي الآخر ويتغذى عليه. فالطغيان السياسي يؤدّي إلى ردود فعل فوضوية في المجتمع، والفوضى تسوّغ الطغيان السياسي وتجعل الناس ترضى به، خوفا على الدولة من الانهيار، وعلى المجتمع من الاندثار.

راسل المدون

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Popular Posts

Copyright © زكرياء توك | Powered by Blogger
Design by SimpleWpThemes | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com & Distributed By Protemplateslab