عبرت
مرارا وتكرارا عن امتعاضي من أمرين مهمين أولا مدربو التنمية البشرية الذين ملأوا الدنيا بأقاويلهم الجوفاء عن
النجاح والسعادة والحلم بمستقبل أفضل يبدأ من غمض عينيك وافتح عينيك, اولئك الذين
لم أدري هل أضحت هناك آلة ولادة لهم فقد صاروا كثرا لدرجة تجعلك تطالب أن يتم
ترقيمهم او وضع علامة على كل واحد منهم حتى لا يضيعوا وسط الزحمة التي تشكلت وهم في
سباق محموم نحو الإسترزاق بأسهل الطرق الممكنة .. والذي يجسد فعلا رأسمالية متوحشة لم يعلم عنها
آدم سميت شيئا وهو يصوغ نظريته الإقتصادية عن السوق وديناميته .. دع عنك أولا هاته
جانبا ..
سأعود لها لاحقا في تدوينة أخرى..
ثانيا
أهم الآن ..
ثانيا
.. المطر والرومانسية وفيروز وقيصر-هم- وصورة داخل مكتبة و فنجان قهوة وسط نفس
المكتبة .. وحتى لا تسيء الفهم فليس لي أية مشكلة مع المطر فهو نعمة إلاهية أحمد
الله عليها .. وليس لي مشكلة مع الرومانسية فلها ... ( املأ الفراغ بما تراه مناسبا بك ) .. وليس لي أيضا أدنى مشكلة مع فيروز فصوتها ساحر
وأغانيها رائعة وليس لي مشكلة قطعا مع الكتب ولا مع الصور أيضا ..
في
الحقيقة امتعض من التوليفة كلها ..
امتعض
ممن يعتقدون أنه بمجرد هطول أول قطرة مطر فواجب عليك أن تكون رومانسيا لأبعد درجة
وأن تفرح وتنشرح رغما عنك, حتى وإن كنت في أحلك الظروف .. أن تردد ليس فقط كلمات الحب
والعشق والهيام على جدارك الفايسبوكي.. لا قطعا .. هم يطالبونك أن تكون ممن لا يخط
كلمة إلا و يضع قلبا أحمر بجانبها وهم أيضا من يعتقدون أن فيك كل العقد المستشكلة
والمستعصية العلاج لأنك لا تحس مثلما يحسون ...
أغاني
فيروز هاته الأيام على كل جدار تقريبا و الحقيقة هي أنني أجد نفسي متساءلا.. هل
أغاني فيروز هاته لا تظهر إلا في فصل الشتاء ؟ وهل من المعقول ان يكون الأخوان
رحباني صانعي ملاحم فيروز الغنائية وهم يلحنون أغانيها آنذاك قد وضعوا فيها سحرا لا يجعلها تظهر إلا عند هطول
المطر ؟ ..
ممكن نعم ..
أجدني
أبحث عن الرابط بين هطول المطر والرومانسية وفيروز فلا أجده البتة .. لا أجد ما
يجعل منك(ي) وأنت ترى (ين) أمطار الخير وهي تتساقط عوض أن تحمد (ي) الله على
خيراته ونعمه أن تسارع (ي) لفتح فايسبوك وكتابة جمل أكل عليها الدهر وشرب و نام و
مات حتى .. ( تستفزني جملة وينو المطر +
قلب أحمر ) .. جمل أعتقد أنه لو جعل لها
لسان تتكلم به لقالت لكم ارحموا ضعفنا فقد ارهقنمونا شكوناكم إلى الله ..
قد تبدو
هاته التدوينة المطولة متحاملة على هذا الصنف من البشر المثكاثر بسرعة مهولة ...
وهي فعلا كذلك وهذا شرف لا أدعيه ...
هل
انتهت الحدوثة وهل ستنتهي مع هاته التدوينة .. حتما لا .. ستنتهي في تلك اللحظة
التي سيقرر فيها مارك زوكنبرغ قفل ذاك العالم .. وللأسف لن يحصل هذا قريبا .. وها
أنا صابر ومحتسب ..
ملاحظة هامشية هامة .. تعمدت في هذه التدوينة
تجاهل موضوع قيصرهم ذاك لسبب واضح وصريح وبسيط .. وهو أنني لا اعترف بمن يصطنعون
شخصيات ليست لهم ..

0 التعليقات