Twitter Facebook Delicious Digg Stumbleupon Favorites More
أدون بعض همساتي للعابرين هنا

الخميس، 2 أكتوبر 2014

"سقط باسم يوم سقط مرسي" ؟؟؟

         ليست هناك تعليقات

"أكلت يوم أكل الثور الأبيض "جملة إعتدنا سماعها كلما جال حديت حول الوفاء والإتحاد  تذكيرا أن درب الخيانة والغذر لا يصل بصاحبه لبر الأمان بل على العكس تماما إلى الهاوية والهلاك .. أسوق هنا هاته العبارة بصيغة حسرة بالأساس مستحضرا ذاك الثور ذات يوم وهو يقولها حين راى الموت يزحف نحوه متحسرا على فداحة فعله متمنيا لو عادت به الأيام ليسلك عكس ما فعل.
مايحدث لباسم يوسف هاته الأيام سيدعوه لا محال أن يقول ذات يوم "سقطت يوم سقط مرسي" , بالطبع لن يقولها باسم وليس المهم حقيقة أن يقولها هكذا لفظا أو حتى تغريدا.
وحتى أضعك في المشهد الذي دفع بي إلى هاته التدوينة ..
بدأت فصول حكاية باسم يوسف الأخيرة حين التقى هذا الأخير بمطار نيويورك  وهو عائد إلى مصر ثلة من الصحفيين المرافقين للرئيس المصري السيسي للولايات المتحدة الأمريكية ليدخل باسم مع  احدهم في نقاش ساخن تبادل خلاله الطرفان مشادات كلامية ما قالواأن سببها تطاول من باسم بالفاظ نابية على السيسي.لم تنته المشاداة هناك بل تحولت بأسرع من البرق إلا فضاءات التواصل الإجتماعي ولم تلبت إلا سويعيات ليجد باسم نفسه في قفص الإتهام وسط مطالبات بسحب جنسيته و أخرى بطرده و التهمة "اهانة رئيس الدولة والدولة المصرية".
يعيدنا هذا المشهد إلى إلقاء نظرة عن ماذا تغير بين الأمس واليوم, عن ماذا تغير بين عصر مرسي و عصر السيسي.. تغير الكثير, لكن ماذا تغير عند باسم يوسف على الأقل !
بزغ نجم باسم يوسف مع اندلاع ثورة 25يناير2011 وزادت شعبيته بانتقاده لجكم المجلس العسكري بعد الإطاحة بمبارك ليصل 'البرنامج' قمة مجده في حكم محمد مرسي حيت اشتهر بانتقاده لحكم الإخوان حتى تحول لمعارضة في ثوب إعلامي, تفنن باسم في انتقاده لمحمد مرسي طوال موسم كامل من الحلقات فلم يترك  لا شاردة ولا واردة إلا وسخر منها. في تلك الفترة من مجد باسم كان يشتكي مما روج له على أنه 'أخونة للدولة' وعلى أن حرية الإعلام في خطر وحين رفعت دعوى لإيقاف البرنامج من أحد المحامين المحسوبين على الإخوان –والتي أسقطها مرسي - قامت الدنيا ولم تقعد ,تعالى عويل الإعلام المصري فيما بدا للعيان أنه تضامن لا مشروط مع باسم ودعم له إلا أن الأمور قد اتضحت أنها كانت جزءا من قضاء مصلحة وكثر خيرك ومع السلامة من أقصر طريق.اليوم نفس تلك الوجوه التي  كانت قد دعمته  تطالب بسحب الجنسية منه أو على أقل تقدير بتأديبه حتى لا يتطاول على أسياده مرة أخرى.
تجاوز البرنامج في عهد مرسي كل الخطوط الحمراء من سخرية من شخص الرئيس و استهزاء بتعليمه وأقواله وبدا كل ذلك مبررا فقد خرجت مصر للتو من خندق الإستبداد أو على الأقل هكذا بدا و ساد جو من حرية التعبير فصار لسان الصحافة أطول من أنف بينيكيو في جو ما لبت ان انفلت بشكل دراماتيكي ليتحول إعلاميون إلى السب والشتم على الهواء تصفية لحسابات سياسية وأحيانا شخصية . بعد انقلاب 3 يونيو, انتظر الجميع ظهور باسم الذي كان قد توقف لفترة طويلة لزم خلالها الصمت في وقت أسيلت فيه دماء أبرياء و أرتكبت فيه مجزرة رابعة العدوية التي راح ضحيتها آلالاف.فور عودته مباشرة بعد طول غياب بدا للمتتبع استحياء باسم في انتقاداته للسلطة التي بدا وأنه معارض لها بشكل ما, لكن شتان بين السخرية أيام مرسي و ايام السيسي.مع أول حلقة ولمجرد ذكر كلمة انقلاب مرات معدودة تحول الرنامج من رمز لحرية التعبير و منبر للسخرية إلى شيء منبوذ ومكروه , تحول نفس الباسم إلى شخص غير مرغوب في ظهوره وتسابق الإعلام إلى اعتباره "طابورخامس و عميل" , بينما سرح خيال البعض بعيدا ليصفه أنه خلية إخوانية نائمة .. لن أخوض في تفاصيل الإتهامات وصدقيتها بل ما يثير انتباه كل متتبع لمسار باسم طوال السنتين الأخيرتين يرى أن ما اعتبره هو تراجعا في حرية الإعلام في عهد مرسي كان حقا تقدما ملحوضا , ما وجد من مناخ حتى وإن بدا منفلتا بين شطحات ما سميت قنوات دينية و ترهات تلك القنوات الخاصة التي لم تكن ترى غير السواد,كان فعلا صحيا كمرحلة أولى وإن بدت مضطربة لكنها أساسية سيرا نحو مجتمع حر يتقبل فيه البعض آراء الأخر. على النقيض تماما وعكس ما كان يظنه باسم نفسه تحول المشهد بعد الإنقلاب إلى ما يشبه تسابقا لتمجيد شخص السيسي وتعظيمه حتى بدا لدى البعض "رسولا من رسل الله", "الدكر" فلم يعد مرغوبا ولو حتى بتلميح بعد ان كان مباحا أن يتطاول إعلامي على شخص الرئيس , فما ان انتقد باسم شكولاته السيسي وبذلته طرد من القناة التي كان يعمل بها وعاد مذموما في قنوات بلده تلك التي كانت تتمنى سابقا أن يظهر في إعلان فقط على شاشتها.


 اليوم برنامج باسم متوقف و لا يبدو في الأفق أي بصيص امل في عودة البرنامج , وأظن أن السؤال الذي يجب أن يتساءله أي متتبع للمشهد المصري ليس متى سيعود باسم ؟ لكن متى سيعود ذلك المناخ الإعلامي  الذي وجد في عهد مرسي بكل نواقصه وعيوبه فقد كان صدقا أفضل بمراحل من هذا الموجود حاليا حيت لا صوت يعلو فوق صوت  التطبيل و النفاق. فهل حقا يجوز لنا بعد كل هذا طرح تلك العبارة على شكل سؤال الآن  .... "سقط باسم يوم سقط مرسي" ؟
Share:
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أدون بعض همساتي للعابرين هنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قالوا ..

وكثيرا ما يخرج الاستبداد السياسي من عباءة الفوضى الاجتماعية، وتخرج الفوضى الاجتماعية من عباءة الاستبداد السياسي، فكل من الفوضى والاستبداد يُغذِّي الآخر ويتغذى عليه. فالطغيان السياسي يؤدّي إلى ردود فعل فوضوية في المجتمع، والفوضى تسوّغ الطغيان السياسي وتجعل الناس ترضى به، خوفا على الدولة من الانهيار، وعلى المجتمع من الاندثار.

راسل المدون

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Popular Posts

Copyright © زكرياء توك | Powered by Blogger
Design by SimpleWpThemes | Blogger Theme by NewBloggerThemes.com & Distributed By Protemplateslab